هذه رواية ااهديها لكم حصريا على منتدانا للروائي الايرلندي ليام اوفلاهيرتي بعنوان القناص
وقبل البدا نعرف بالروائي
هو كاتب روائي ايرلندي ولد سنة 1896 تعلم في الجماعة في دبلن والتحق بالجيش الايرلندي اثناء الحرب العالمية الاولى حيث ارسل الى العراق واصيب في احد المعارك سنة 1917 واشترك في الحرب الاهلية الايرلندية الى جانب الحزب الجمهوري الايرلندي حيث تدور احداث هذه الصة حولها واثناء فترة استجمامه اصبح رحالة يجوب انحاء العالم وفي سنة 1925 نشر روايته الشهيرة المخبر وقد توي ليام اوفلاهيرتي في السابع من سيبتمبر ايلول سنة 1984 في المدينة التي احبها كثيرا دبلن
القناص
...... احذ نور الغسق في الافول في ذلك اليوم من ايام حزيران الطويلة وبدا الليل يرخي سدوله السوداء حول مدينة دبلن الا من نور خافت يرسله القمر من خلال سحب مبعثرة ... ويلقيه شاحبا وكانه من فجر يقترب فوق الشوارع و مياه ليفي السوداء.
وزارت المدافع حول المنطقة المحاصرة . وهنا وهناك في المدينة كان صوت الرشاشات والبنادق يمزق صمت الليل مثل الكلاب التي تنبح في المزارع المقفرة .... فقد كان الجمهوريون والاحرار يشتبكون في حرب اهلية !
وفوق احد السطوح عند جسر اوكونيل ، كان قناص جمهوري يرقد ينتظر بجانب بندقيته وفوق كتفيه يتدلى منظار ميدان.
كان وجهه اشبه ما يكون بوجه طالب ... نحيف ومتقشف ! ... الا انه كان لعينيه ذلك الوميض البارد لانسان متعصب . وكانت عيناه عميقتين مفكرتين ... عيني رجل اعتاد على النظر الى الموت ! كان ياكل شطيرة بنهم .. فلم يكن قد اكل شيئا منذ الصباح ، ولذا كان مندفعا في التهامها . وماان انتهى منها حتى اخذ قارورة من الويسكي من جيبه ، وعبئ منها جرعة قصيرة ، ثم اعاد القارورة الى جيبه . وصمت لحظة وهو يفكر : هل يغامر بالتدخين ... وفيه مافيه من خطر ؟ فالوميض معرض للرؤية في الظلام ... وهناك اعداء يرقبون ؟! ومع ذلك فقد قرر ان يقوم بالمغامرة .
وضع اللفافة في شفتيه ، واشعل عود ثقاب ، ثم سحب الدخان بسرعة واطفا العود وفي الحال اصطدمت بجدار السطح رصاصة فاخد القناص نفسا اخر ثم اطفا اللفافة . وزحف بعيدا عن الجدار . ثم رع راسه بحذر ، ونظر من فوق الجدار ، فلمح وميضا ... وازت رصاصة فوق راسه فانبطح في الحال ، وحسب رؤيته للوميض جائت الطلقة من الجانب الاخر للشارع .
وتدحرج فوق السطح الى ان وصل الى مدخنة تقبع في الخلف ، واخذ ببطا يرفع نفسه خلفها الى ان اصبحت عيناه في مستوى اعلى جدار السطح . لم يكن هناك اي شيئ يرى الا المعالم الخارجية المعتمة لاعلى البيت المقابل ... ومن خلفه السماء . وكان عدوه مختبئا لا يظهر منه شيئ . في تلك اللحظة ، جائت سيارة مصفحة عبر الجسر ، وتقدمت ببطا ، اعلى الشارع . وتوقفتعند الجانب المقابل للشارع على بعد خمسين ياردة الى الامام . وتمكن القناص من سماع صوت المحرك اللاهث البليد ، فازدادت ضربات قلبه اذ كانت السيارة معادية ، واراد ان يطلق النار ، ولكنه ادرك ان لاجدوى من ذلك لان رصاصاته لن تخرق الفولاذ الذي يصفح ذلك الوحش الرمادي!
وبعد ذلك ، قدمت من منعطف شارع جانبي امراة عجوز يغطي شال رث راسها وشرعت تتحدث الى الرجل المقابل في برج السيارة . كانت تشي الى السطح حيث يكمن القناص . لقد كانت مخبرة .
وفتح برج المصفحة، وبرز منه راس وكتان لرجل يتطلع باتجاه القناص . فرفع الاخير بندقيته واطلق النار ، فسقط الراس بعنف على جدار البرج ، بينما اندفعت المراة مهرولة باتجاه الشارع الجانبي ، واطلق القناص النار ثانية ، فترنحت المراة وسقطت في الخندق بعد ان اطلقت صرخة حادة!
وفجات دوت طلقة من السطح المقابل ، فسقطت بندقية القناص وهو يشتم وقرقعت لدى اصطدامها بالسطح وظن القناص ان الصوت الناتج سيوقض الموتى وتريث ليلتقط بندقيته ولكنه لم يقوى على رفعها فقد كان ساعده ضعيفا على الحركة ، فغمغم : لقد اصبت .
وانبطح على السطح ، وزحف الى الخلف نحو الجدار . وجس بيده اليسرى ساعده الايمن المصاب .. كان الدم ينزف من خلال كوع ردائه .. ولم يكن هناك الم ... انما مجرد احساس مخدر ... وكان الذاع قد بترت !!
وبسرعة اخرج سكينه من جيبه، وفتحه على حافة الجدار وشق الكم . كان هناك ثقب صغير احدثه دخول الرصاصة .. ولم يكن هناك ثقب في الجانب الاخر ... اي ان الرصاصة استقرت في العظم ، ولابد انها قد احدثت به كسرا !.. ثنة الساعد اسفل الجرح فانثنى الى الخلف بسهولة ... فصر على اسنانه وتغلب على الالم .
تناول حقيبة الميدان وشقها بسكينه ثم كسر عنق زجاجة اليود ، وجعل السائل اللاذع يقطر في الجرح ... فاجتاحت جسده موجة من الالم . ثم غطى الجرح بالقطن ولفه بالضمادات ، وربط اطرافه باسنانه ... ثم استند الى جدار السطح ، زاغلق عينيه وهو يجاهد ليتغلب على الالم !....
يتبع
مواقع النشر (المفضلة)